مقالة هامة لدعاء سلطان عن الحقيرة ريهام سعيد ، وعن الجرائم الإعلامية المنتشرة حاليا في مصر
مقدمة:
إذا شئتم اعتباري من أعداء نجاح الإعلامية ريهام سعيد.. فإشطة.. أنا من أعداء نجاحها.
وإذا قررتم أنني اغير من طلتها البهية.. فلن أجادلكم.. ماشي.. اعتبروا أنني اغير من طلتها.
وإذا حكمتم بأنني أكرهها.. فطبعا أنا لا أكرهها أبدا، ولكني امقت أداءها وامقت كل القيم التي تمثلها.
وإذا قلتم لي إن ريهام سعيد تساعد المرضى وتجمع التبرعات للمحتاجين، فقول معروف ومغفرة.. خير من صدقة يتبعها أذى، والله غني حليم.. ولا أذى يعادل أن تقدم المعروف وتذل السائل المحتاج (راجعوا ما فعلته مع اللاجئين السوريين، وما يتعرض له الأطفال المرضى الذين تعالجهم هم وأهاليهم من عرض لحالاتهم على رؤوس الأشهاد)
مدرسة النطاعة:
أسست ريهام سعيد لمدرسة إعلامية يمكن أن نطلق عليها مسمى “مدرسة النطاعة”.. لا يضير الإعلامية أن تغنج وتتدلل على المشاهد، فهذا ما تفعله كثير من مذيعات برامج المنوعات، لكن سيكون الأمر مريبا جدا عندما تتحدث مذيعة برنامج تحقيقات اجتماعية – من المفترض أنه جاد- بهذا الغنج والدلال وبصوت مصطنع، يعرف مدى اصطناعه كل من درس في معاهد السينما والمسرح، بل ويعرف مدى اصطناعه كل ذي حس سليم.
إن هذا الصوت المصطنع، يصبح شديد الابتذال عندما يعطي دروسا في الأخلاق والفضيلة.. يصبح أشبه بالمتنطع على الفضيلة، والذي يحط بتنطعه هذا من قيمتها.
وأخلاق ريهام سعيد شديدة الركاكة.. فهي تكره المجرمين جدا.. تستضيفهم وتوبخهم، قبل حتى أن تثبت إدانتهم بحكم القانون، وهي تؤمن بخزعبلات لبس العفاريت للناس، ولا مانع لديها من انتهاك حرمة فتيات يعانين المرض النفسي، وهتك ستر مرضهن أمام الملايين، وهي تحب الأطفال لدرجة أنها تستضيف طفلا يعمل “ميكانيكي” وتعتقد – لأن وعيها الإنساني والأخلاقي والإعلامي على قده- أنه قدوة ومثل أعلى، بينما حالته هي حالة انتهاك لحق طفل في الحياة والتعليم!
وهي إعلامية “حقانية” جدا تقف إلى جوار المظلوم – طالما أنه صاحبها- فدافعت عن ياسمين النرش التي كانت معها في المدرسة، واستضافت نخنوخ البلطجي لأنها “بتستجدعه”، وأجرت لقاءات مع محمد فودة المرتشي الفاسد، لتظهره كرجل بر وخير، وهي لا تيأس من مساندة رجال الشرطة في السراء والضراء وفي الصح والغلط.
هي تمثل بالضبط كل القيم التي يكرهها ذوي النفوس والأرواح المستقيمة.. تنجح لأنها تتعدى على المهنية.. تتألق لأنها تبتذل عمل الخير.. يعلو اسمها كلما انحطت المواضيع التي تتناولها، وتنتصر وتشعر بالانتشاء كلما سبها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي!
كل هذا يمكن اعتباره مجرد عوار إعلامي، من إعلامية تفخر بأنها خريجة الجامعة الأمريكية، لكن أن يصل هذا العوار حد استضافة فتاة تعرضت للتحرش اللفظي والجسدي والاعتداء بالضرب، ثم عرض صور شخصية لهذه الفتاة في البرنامج.. لا يعلم الله إن كانت حقيقية أو مفبركة، فتلك جريمة.. جريمة تحاكم وتغرم بسببها أعتى المؤسسات الإعلامية في أي دولة محترمة.. إن كانت مؤسسة إعلامية، وإن كانت دولة، وإن كانت محترمة.
الإعلامية ريهام سعيد.. تجاوزت كل الخطوط الحمراء، ودهست على كل ما يدرسه أصغر طالب في كليات الإعلام عن أصول العمل الإعلامي، وهي واضعة ساقيها بعضهما على بعض وحذائها في وجه المشاهد.
استضافت فتاة تعرضت للتحرش والاعتداء البدني، وأمطرتها بوابل من “لبسك مش تمام.. لبسك مش مناسب.. وهو حايعمل كده ليه إلا لو أنتي استفزتيه.. إلى آخر هذا الهراء والخراء”، ثم بعدها جلست في الاستديو منتشية بنفسها، تلقي نفايات من فمها عن الفتاة وأخلاقها، وتعرض صورا خاصة جدا للفتاة، قالت إنها صور جاءت لفريق عملها!!!
هكذا وببساطة تم القضاء على سمعة فتاة.. يا الله.. إلى هذا الحد تستباح الأعراض وتنتهك الخصوصية! إلى هذا الحد يصبح عرض فتاة ملقى على قارعة الفضائيات؟! فقط لأن هناك إعلامية لديها خلل في القيم والمعايير والأخلاق.. لا تفرق بين جريمة التحرش والاعتداء على فتاة دون رغبتها، وبين صور خاصة لفتاة مع شقيق أو صديق أو حبيب برغبتها ورضاها -هذا إن كانت الصور أصلا حقيقية- فقط لأن هناك إعلامية قررت الانفراد بتجريس فتاة وهتك عرضها أمام الملايين من المعجبين والكارهين لبرنامجها “الناجح” بمعايير سوق إعلامية بلا معايير ولا قيم.
هذا نجاح بنكهة الخيبة.. وتلك شهرة برائحة الزبالة، وهذا انفراد يجلب العار لكل من يعتقد أنه انفراد ونصر.
ريهام سعيد.. لقد مسحت الأرض بسمعة فتاة وجلبت العار لأهلها دون دليل ودون تحقق.. ومسحت الأرض بكل ما تعلمناه في كلية الإعلام (بتعمليها إزاي؟).. حقا كنت اتمنى أن امسح بكرامتك الأرض.. لكني للأسف مازلت احترم قوانين الصحافة التي امتهنها.
تعليقات
إرسال تعليق