سعار جنسي!
أول ما رجعت من بلد كوزموبوليتانية زي انجلترا وشفت احترام للستات عموما هناك وحريتهم في التنقل والمشي في الشارع من غير قرف ولا معاكسات ولا تحرشات جنسية وبالمناسبة حرية في ارتدائهم أي نوع من الملابس اللي هما حابينها وشياكة وتحرر، دخلت على أول موقع إخباري مصري عشان أتصدم باللي قريته زي عادة كل عيد تحرشات جماعية وهجوم جماعي على بنات غلبانة قرروا لحظهم السيء انهم يخرجوا يروحوا وسط البلد أو أي جنينة يحتفلوا بالعيد ويتفسحوا عشان يجيلهم حبة حثالة أو مرضى غلبانين يتحرشوا بيهم مع انهم مش لابسين عريان ولا نيلة حجة أي متخلف متحرش مريض منهم مصاب بعقد المجتمع دا أو الكبت الجنسي يا عيني.
وطبعا الأمن مقدرش على السعرانين المهم .... شوفوا الغرب بيقول ايه عن الموضوع
الصحفي جاستن دي مارتن رأيه أن الرجالة المصريين لما بيلوموا المرأة أنها سبب التحرش الجنسي بسبب شكلها أو لبسها المثير للغرائز في دا مش نابع من الرجالة نفسهم كدا من فراغ أو غريزيا عشان يكون المعني أدق، لكن الرجالة دي اتعلمت تقول المبرر دا من المفاهيم الخاطئة الراسخة في مجتمعهم، وبالرغم من أن التشريعات والقوانين المقترحة في البرلمان ضد التحرش قد يساعد في ردع المتحرشين، لكنه رأى ضرورة أن يحدث تحول أيديولوجي وفكري عن التحرش أصلا ومبرراته، وأو تغيير فكري لهؤلاء المتحرشين.
وبعد كدا بيقول كلام كلنا عارفينه أن اللي بيتعرضوا للتحرش من النساء مش بيلاقوا أي مساعدة من أي حد عشان يخده حقهم من المتحرش، وياخد حقهم بالقانون من اللي انتهك أجسادهم، وطبعا خير مثال على ذلك قضية نهى رشدي أول واحدة ترفع قضية ضد متحرش وشفنا الناس كان باصنلها ازاي عشان مش محجبة و في القسم قالولها عيب تفضحي نفسك وتراجعي عن المحضر لكنها كانت أجدع من كل الناس دي وخدت حقها، والصحفي دا قال أنه يبدو أن الناس في مصر ولا الحكومة مصدومين من اللي بيحصل في الشارع من تحرش لفظي وجسدي والقرف دا كله. وطبعا الأفكار المسمومة اللي على طول بيدخلوها في عقول الناس زي ان الستات كائنات ضعيفة ومادة جنسية يجب كبحها وحبسها في البيت.
المشاعر الذكورية دي منتشرة بشكل كبير فمن السهل أن يتحكم على الست أنها عاهرة بسبب لبسها ايه القرف دا ؟ احنا فين هنا؟ ومبررات مثلا لو واحد لمس واحدة، اكيد هي اغرته بسبب ريحة البرفيوم بتاعها، ثم تطرق الكاتب لنتائج دراسة أذهلته يا عيني وهي ثلثين رجالة مصر اعترفوا في دراسة مسحية في 2008 أنهم تحرشوا أو عاكسوا بنات في الشارع، ونصهم لاموا الست أنها السبب ممكن أقول كلمة قبيحة دلوقتي؟، اشمعنى الست مش من حقها تتحرش باي راجل يعجبها بقى؟ المهم انا مش قصدي أشجع على تحرش مضاد بس فكرة ان الراجل من حقه يعمل اللي هو عايزه والست لا دي مجنناني و8 من كل 10 ستات قالوا أنهم تعرضوا للتحرش انا مش مصدق وبرضو نصهم قال ان دا بيحصلهم بشكل يومي، واللي يغيظك ان في ثقافة دفن الراس في الرمل زي النعام كدا بيخافوا يبلغوا اكيد جزء منهم عارف ان مفيش جدوى او ان معظمهم سلبي وخايف من الفضيحة، 3 % بس راحوابلغوا البوليس!! مهزلة!
وبرضو وفقا لاستطلاع رأي أحدث ونتائجه مزعجة أوي اتعملت من قبل منظمة دولية غير حكومية اسمها مجلس السكان أو the Population Council ، 80% من الولاد والرجالة اللي تتراوح أعمارهم من 5 ل 29 سنة اتفقوا أن اللي بيتعرضوا للتحرش من النساء يستاهلوا يحصلهم كدا، مش فاهم ليه بس شغلهم الشاغل أنهم يقهروا البنات والستات كدا، لو لبسوا لبس مستفز ودي حاجة عريضة اوي ونسبية المفروض يدفنوا في عبايات سودا ولا ايه يعني، وكل واحد بقا حر يحدد ايه المستفز بالنسباله فبالتالي بنلاقي ان حتى المحجبات وهي حجتهم الوحيدة او حتى المنقبة بيتحرشوا بيها، ياه فالمفروض الست تختفي احسن يعني ولا أيه، والراجل كان هيتجنن لما عرف أن 73% من الستات نفسهم في نفس الأعمار دي قالوا أن لو الست مش لابسة محترم فأنها تستاهل اللي يجرالها.
والدراسة كشفت عن حقائق أفظع بقا هي أن إلقاء اللوم على المرأة ضحية التحرش مش نتاج مجمتع محافظ بشكل سطحى وظاهري بس بل أن دا الأطفال بيكبروا على المفاهيم دي من صغرهم في البلد، واستشهد الصحفي مقابلة عملها الصحفي نيل ماكفاركوهار مع أستاذ جامعة سعودي، اللي قالوا أن التقاليد المتشددة في المملكة العربية السعودية بتعلم بشكل أساسي أن الست مادة جنسية واتعملت لإرضاء الرجل، والجنس هو الشيء اللي بيموتوا عليه هناك ومحرومين منه أو بيحصل في السر وهاجس أساسي، وبالرغم ان مصر أرحم وأحسن من السعودية والتعصب وعدم التسامح فيها اقل من هناك ، لكن برضو في بعض المناطق في مفهوم أن البنات الصغار هيكبروا ويبقوا كائنات جنسية ويجب إخضاعهم موجود في بعض المناطق، وقال الكاتب الكلام اللي انا متقف معاه تماما، أنه بعضأن قام السادات بالانفتاح المزعوم في السبعينيات، رجع بعض الإسلاميين اللي كانوا منفيين برا في السابق لمصر بالإيديولوجية الوهابية بتاعت السعودية ونشروها في مصر، وجون برادلي قال كدا في كتابه “Inside Egyptعام 2008. وبرضو اقتبس من مقال الصحفي جوزيف مايتون اللي نقل عن شيخ مصري في مقال بصحيفة " جارديان" البريطانية قوله، بالبلدي كدا: " لو الستات اتحرروا واعتنقوا التقاليد الغربية المتحررة فأن معظمهم هيلجأ للتعدد في العلاقات الجنسية كدا ودا أقرب معني لكلامه ، وهو ما يهدد روابط الأسرة والمجتمع، لكن الفساد والعنصرية والطائفية والاستبداد مش بيهددوا المجتمع مثلا، آحيه!!ورأي الشيخ أن لو دا حصل فالرجالة مش هيقدروا يسيطروا على أعصابعهم والتحرش الجنسي هيستمر كأنوا مش حاصل رغم ان معظم البنات اتحجبت في مصر!
وتطرق الكاتب لقضية مرتبطة فمثلا إلقاء اللوم على النساء فيما يخص التحرش الجنسي دا برضو يفسر ليه أن معظم الستات في مصر تعرضوا للختان، اللي بيرجع للعصور الوسطى، وهي الممارسة اللي بيبرروها غلط بأنها بتقلل الشهوة الجنسية للمرأو وبتحافظ على عفتها، كلام فارغ مين اداكم الحق اصلا تتدخلوا في جسم الست او تحددولها شهوتها؟ وذكر الكاتب أن وزارة الصحة المصلارية أعلنت حظرها التام للختان عام 2007، ولكن لسة الختان بيتمارس على الأطفال والمراهقات سرا وفي البيوت وساعات بتخدير قليل او مفيش اصلا وفي بنات بتموت من النزيف ساعتها!.
ولكن برضو مش كل المصريين بيعتقدوا في القرف دا وبعض النشطاء ضغطوا عشان يتمرر قانون يعاقب المتحرش بالسجن لعام أو دفع غرامة مادية تعتبر كبيرة بالنسبى للمرتبات القليلة ودا رادع عشان اي حد يفكر مرتين قبل ما يعمل كدا، ولكن الكاتب شايف ان القانون حتى لو ساعد في الردع ومنع التحرش لكن لازم يحصل نقلة إيديولوجية كبيرة، فلازم الشباب ولاد وبنات يعرفوا أن القاء اللوم على الست انها سبب التحرش دي مغالطة كبيرة، وان التحرش الجنسي دا ذنب اللي ارتكبه بس. عين العقل!
تعليقات
إرسال تعليق