الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية: الاتحاد بين أفراد مجتمع الم.م.م قوة ومصداقية وإثراء لقيمة التنوع



خلال احتفال بعض الأصدقاء الأعزاء الناشطين في حقوق الم.م.م  في منطقة وادي النيل، بذكرى اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية والتحول وتنظيمهم لفعالية عظيمة الشأن يوم الجمعة الماضي، راودتني عدة أفكار وخواطر متناقضة تجمع بين الفرح والفخر من ناحية، وبالقلق والخوف والحزن من ناحية أخرى.

فمن المعروف، أن الاحتفالية في مصر تتعلق بحادث " كوين بوت" الذي وقع  في مايو /آيار عام2001 ، حيث تم القبض في هذه الحملةعلى عشرات الرجال مثليو الجنس، كانوا على متن مركب نيلي، وبعد القبض عليهم تم تعرضهم “لاختبارالفحص الشرجي” وخرجت بعض التسريبات تفيد بتعرضهم للتعذيب قبل محاكمتهم وحبس بعضهم وتبرئة البعض الآخر واضطرار أغلبهم إلى اللجوء خارج مصر.

وكانت قضية “كوين بوت” أشهر قضايا المثلية الجنسية التي تداولتها محاكم مصر، حيث ألقت الشرطة القبض على 52 رجلاً، من الملهى  المعروف آنذاك وأحيلوا إلى محكمة أمن الدولة العليا، التي كان لا يمثل أمامها إلا المتهمون بـ”الإرهاب”.

وبالرغم من عدم تجريم المثلية الجنسية بشكل صريح وعلني في القانون المصري، إلا أنه تتم محاكمة المثليين بقانون " ممارسة الفجور والدعارة"  والتي قد تصل إلى الحكم  بــالسجن ثلاث سنوات بالإضافة للغرامة.

وفي ظل كل ذلك، وجدت نفسي محاط بعشرات الشباب  والفتيات الناشطين والمهتمين بحقوق مجتمع الم.م.م من مختلف الأطياف وهؤلاء المناصرين من مجتمع المغاير جنسيا ومن مختلف الجنسيات وذلك أثرى بداخلي احساس التنوع الذي أجده مصدر قوة ودعم لوجودي وشعرت بوجود مجتمع الم.م.م بقوة في أرض الواقع وانه قادر بالرغم  من جميع المصاعب الاجتماعية والقانونية والأمنية على النضال حتى في ظل الظروف الأمنية الشرسة والمخاطر التي تهدد الناشطين بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط.



وكان الشعار هذا العام للاحتفال هو " العائلة اختيار" وتم عرض فيلم قصير يعبر عن مفهوم العائلة الكويرية البديلة التي خلقها المثليين والمثليات والمتحولين والمتحولات جنسيا وجندريا في المجتمع بحيث يكون الصديق المقرب أو من يساهم في إشراك قرينه في المجتمع بديل عن الأم أو الأب أو حتى الجد أو الجدة وهي فكرة جديدة تمس سمة منتشرة في أوساط  مجتمع الم.م.م بحيث تكون بديل للفرد عن عائلته من حيث الدعم والقبول والمساندة والتعبير عن الذات بحرية وتقوي الروابط وتساهم في الدعم النفسي والمعنوي وحتى المالي في بعض الأحيان.


وتكونت هذه العائلات البديلة مثلها مثل اللغة الخاصة والمصطلحات تحت ضغوط التمييز الاجتماعي والملاحقات القانونية والاضطهاد الذي يتعرض له فئات ال م.م.م بكافة اختلافاتها، وهذه العائلات تتميز بدور هام للغاية كما اتضح من الفيلم المعروض خلال الفعالية التي شهدت أيضا عرض تقارير خاصة بدراسة احتياجات أفراد المجتمع وتقارير عن العنف الذي يتعرض له المثليين والمثليات والمتحولين والمتحولات وأنواعه كما شهد عرض فيلم عن حياة بعض أفراد الم.م.م  في أحدى الدول الأفريقية وأشكال مختلفة للرهاب الذي يتعرضون له. 

تميز الحضور بالتفاعل الشديد والاهتمام والمحبة والمساواة  وعكس اليوم اختلاف الأطياف حتى داخل مجتمع الم.م. م نفسه، فتواجد مثلي الجنسية والمثلية ومزدوجي الميول الجنسية والمتحول والمتحولة جنسيا أو جندريا والكويريين والمناصرين من المغايرين جنسيا، وذلك يؤدي بنا إلى نقطة أخرى مرتبطة إلى سيكولوجية بعض الأفراد في داخل مجتمع الم.م.م ذاته، حيث أن البعض يخلق عزلة اختيارية بدلا من الاتحاد مع الأطياف الأخرى فنجد أن الشباب المثلي في بعض الأحيان يتجه إلى الانعزال في محيط وسياق الخروج مع أقرانه من المثليين والابتعاد بل وإصدار أحكام مسبقة على أقرانه من المثليات جنسيا أو المتحولين والمتحولات جنسيا وجندريا، وكذلك في أوساط المثليات الاتي لا يفضلن أو يحبذن التواجد مع الرجال المثليين في بعض الأحيان وبعض النماذج، وكذلك التمييز الممارس داخل المجتمعات الم.م.م ضد المتحولين جنسيا وجندريا والذي لمسته لدى الكثير من الرجال المثليين.

كل هذه الأشياء تزيد من حزني وأسفي لاننا في المرحلة الحالية نحتاج للتكاتف والوحدة بشدة وقبول الآخر لكي نساهم في إضفاء المصداقية على قضايانا ونضالنا ولكي نزداد قوة ونصل بالقدر الكاف والواعي إلى القدرة على التواجد والحصول على المناصرة ولندعم بعضنا البعض وننقل معرفتنا لبعضنا البعض.


التنوع وقبول كافة أطياف قوس القزح سواء في المجتمع بشكل عام أو داخل مجتمع الم.م.م هو أسمى الاماني داخلي حاليا، وكذلك المساواة وعدم ممارسة التمييز والعنصرية والأحكام المسبقة ضد بعضنا بعض وإنهاء الوصم ضد المتعايشيين مع فيروس نقص المناعة البشرية، وقبل أن نسعى إلى القبول المجتمعي يجب أن نتقبل بعضنا البعض باختلافاتنا الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية والجنسية والجندرية لكي نكون قادرين على النضال بكل مصداقية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

«الإندبندنت»: الشرطة المصرية تصطاد المثليين عبر «جريندر»

عن العنف الذي نتعرض له لمجرد كوننا مثليين من قبل الأفراد

‘No Longer Alone’: LGBT Voices from the Middle East, North Africa Videos, Report Highlight Issues of Identity, Activism Print